مع الشروق .. الجبهات ترتجّ

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. الجبهات ترتجّ, اليوم الأحد 7 أبريل 2024 01:46 صباحاً

مع الشروق .. الجبهات ترتجّ

نشر في الشروق يوم 07 - 04 - 2024

2306874
أعلن جيش الاحتلال عن إطلاق مقاوم أردني الرصاص على دورية صهيونية في المنطقة الحدودية الأردنية وعلى بعد أمتار من حدود فلسطين المحتلة. وبرغم أنّ الهجوم لم يحقق أهدافه بالقضاء على الجنود الصهاينة إلا أنه يمثل خطوة مهمة جدا في فتح جبهة جديدة على الكيان الغاصب الذي يمارس القتل و التخريب منذ نحو نصف عام.
باستثناء الجبهة اليمنية، التي كبّدت العدو الصهيوني خسائر فادحة منذ إغلاق البحر الأحمر أمام البواخر المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، لم تؤثر الجبهات الأخرى فعليا في مسار الحرب، و لم تكبّده خسائر بشرية و مادية تجعله يتراجع عن جنونه العسكري في قطاع غزة. فالجبهة اللبنانية ورغم انخراطها منذ الثامن من أكتوبر في الصراع إلاّ أنها لم تمرّ الى مستوى جديد، يشابه المواجهة التي وقعت في العام 2006، ورغم تهديدات حزب الله بأنّ هزيمة غزة هي خط أحمر، إلاّ أنه عمليّا لا توجد عمليات قوية رادعة ومذلة للكيان الصهيوني. أما الجبهة السورية و رغم الضربات التي يوجهها الكيان إلى الأراضي السورية إلاّ أن رصاصة واحدة لم تخرج من سوريا في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعندما نتحدث عن الجبهة العراقية فإنّ العمليات مازالت هي الأخرى دون المأمول و دون ما يوجع العدو الصهيوني ويؤلمه إيلاما يجعله يعيد حساباته في قطاع غزة. وطبعا فإن الجبهة المصرية هي تحت القبضة الحديدية لنظام السيسي الذي قبض ثمن صمته مليارات الدولارات كما وعد بذلك.
ولكن عملية الجانب الأردني قد يكون لها تأثير قوي لأنّ الأردن تعيش حراكا شعبيا قويا، بات يشكل تهديدا حقيقيا على الكيان، برغم أن النظام الأردني يمكن أن يتحول إلى حالة قمع شاملة إذا ما تصاعد الحراك ضدّه وضد المعاهدات التي وقّعها مع الكيان. هذه الوقائع كلّها تثبت أنّ حكومة الاحتلال وبكل ما ارتكبته من جرائم في حق الفلسطينيين فإنها لم تنصتر وهي في كل الأحوال لن تنتصر وهذه الحقيقة هي التي ستحرّر شعوب المنطقة و تكسر قيود الذل و الهوان و الخنوع، كما أنها ستؤثر على مواقف الحكام وستجعلهم يتراجعون ولو نسبيا عن مسار العمالة لأمريكا وإسرائيل، لأنّ العالم يتغير و لا شيء سيرعب هذه الشعوب مستقبلا بعد أن عاينت أهوال الحرب و عذاباتها. عندما يتحدث الأمريكان عن أنّ العلاقات بين إسرائيل و الإمارات هي في أصعب فتراتها، فذلك يعني أنّ الحاكم بات تحت وقع ضغوط شديدة في الدول المطبّعة، تجعله يخجل حتى من النظر في المرآة ليرى نفسه على حقيقتها. إن وهج التطبيع قد خمد، والشعوب بما في ذلك الخليجية لن تستطيع مواصلة إنكار المحرقة الواقعة في فلسطين.
لم تهنأ إسرائيل بالتطبيع مع مصر و الأردن منذ عقود من الزمان ولن تهنأ بالتطبيع مع دول عربية جديدة، لأنها دولة منبوذة و عصابة لن يكون مستقبلها إلا طردها من المنطقة. الجبهات حول فلسطين المحتلة ترتجّ كلها في انتظار الهزة الأكبر و الأعظم، وفي انتظار "طوفان الأقصى".
كمال بالهادي

.




0 تعليق