ت + ت - الحجم الطبيعي

تحفل سياقات الإبداع في موسم دبي الفني بدوراته المتجددة، بروائع تجمع بين الملامح الجمالية وعناصر الاستدامة وتوليفة الغنى الحضاري لشتى الشعوب، إذ تتجلى هذه الركائز في بانوراما المشروعات المبتكرة للتصميم والفنون البصرية في الحدث، والهادف إلى تعزيز قيم التنوع وصون البيئة وخدمة الفنون مصالح وحاجيات المجتمع، وتكثيف مسارات توظيف التكنولوجيا في  الإبداع بوجه خلاق، إلى جانب استغلال المواد المتاحة واستثمارها، بما يتناسب مع جماليات المضمون وواقعية التصميم في صيغ معاصرة متناغمة، تثري أشكال نجاحات دبي في إثراء مكونات اقتصادها الإبداعي، وتقوي مكانتها العالمية بوصفها وجهة ثقافية وفنية رائدة، وأيضاً كونها مستمرة في ابتكار ألوان إبداع وعمل نوعي بحيث تبني على منجزها الذي حققته في السنوات السابقة، والمتمثل بإعلان منظمة يونيسكو رسمياً، انضمام دبي إلى شبكة يونيسكو للمدن العالمية المبدعة في التصميم، واختيرت كونها أول مدينة في الشرق الأوسط، يتم تعيينها «مدينة تصميم إبداعية تابعة ليونيسكو».

مجتمع إبداعي

وحول أهمية الفنون في تعزيز الثقافة المجتمعية في مجال الاستدامة وطبيعة تجسد ذلك في منوال بناء ومؤثر في برامج موسم دبي الفني وفعالياتها الإبداعية المتنوعة، تقول هالة خياط المديرة الإقليمية لمعرض أرت دبي: «الفنون البصرية هي أحد المجالات، التي تفسح المجال لدمج وتعزيز الاستدامة، وتفتح مساحات جديدة لاستكشاف التجارب الحية، والتخيلات والعواطف والحلول الممكنة حول التغيير العالمي المطلوب، من خلال تجسيد الاستجابات التكيفية والتخفيفية لقضايا الاستدامة، والتي تسهم في إرساء المعايير الاجتماعية والثقافية.

وللفن تاريخ غني في التأثير على المراحل الجوهرية بالتطور والارتقاء الثقافي والاجتماعي، ومن المؤكد أن دبي أثبتت جدارتها وريادتها في المجال، على صعيد العالم أجمع، إذ نجحت في جعل الفنون ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، وتعزيز معارف أفراد المجتمع، وتقوية التنوع والتسامح والحوار، وهو ما يتجلى في موسمها الفني، والذي ينبض بالعديد من الفعاليات والمبادرات المهمة، ويترسخ في كل عام، كونه أيقونة إبداعية عالمية تضم مفردات الإبداع العصري، وألوان التراث والابتكار الحضاري».

مساحات فنية

وفيما يتعلق بأهم الفعاليات والمبادرات التي تحفز وتدعم مضامين نشاط وتميز موسم دبي الفني يشير خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، إلى أن هناك نماذج متنوعة للعديد من المبادرات والفعاليات في مجال الفنون البصرية، وهي ذات صلة بالاستدامة، والتي تعد من أهم ملامح الموسم الفني 2023 - 2024 في إمارة دبي العامرة بمنصات أو مساحات للفنانين والمصممين، حيث يمكنهم من خلالها التعبير عن أنفسهم، وتجسيد مفاهيم الاستدامة والجمال بشكل نوعي، كما يمكننا أن نجد المزيد من الروائع والبرامج الفنية في دبي، التي تخلق حالات حوارية إيجابية في الأماكن العامة، معززة وعي الجمهور، وناشرة قيم الحفاظ على الطبيعة، وصون الموروث واحترام القيم الإنسانية.

ويضيف خليل عبدالواحد: «وفى إطار الأعمال الزاخرة بفنون الاستدامة، تستقطب فعاليات ومهرجانات "القوز الإبداعية"، وأيضاً معارض وجهة السركال، مشاركات واسعة من فنانين عالمين، يقدمون أعمالهم للمرة الأولى، وذلك انطلاقاً من إمارة دبي، كما سيحظى الجمهور في شهر فبراير 2024 بأوقات غنية بالجمال والإبداع مع أحدث المشروعات في مجال الفنون البصرية، من خلال المعرض العالمي «أرت دبي»، وهناك أيضاً، مهرجان سكة للفنون والتصميم، الذي يندرج تحت إطار «موسم دبي الفني»، وهو يهدف إلى توفير منصة مبتكرة تجمع شتى أنواع الفنون، تحتفي في الوقت نفسه بالمواهب الواعدة والفنانين الشباب من الإمارات والمنطقة، تحقيقاً لأهداف رؤية دبي الثقافية الرامية إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب».

حراك إيجابي

وبدوره، يقول الفنان والمهندس أديب دادا: «مع بداية موسم دبي الفني الجديد ستشهد الساحة الفنية حراكاً إيجابياً نوعياً فيما يتعلق بطرح معارض وأعمال فنية أساس تكوينها الخامات المستدامة، والمنهج  المتعمق والغني برسائله، إلى جانب اتباع نهج غير تقليدي عبر النطاقات المكانية: من المحلية إلى العالمية، وعبر النطاقات الزمنية: من المدى القصير إلى المدى الطويل جداً، وذلك مع حضور إطار متكامل للتقييم الثقافي على غرار الخطوط التي يتم تطويرها لتقييم الأثر الاجتماعي والبيئي والاقتصادي للأعمال، وذلك لأننا لا يمكننا تحقيق الاستدامة عبر المزاوجة بين فنون التصميم والفكر البحثي والعلمي إلا إذا اعتبرناها مشروعات إبداعية ترفد ثقافة المجتمع بأسره. 

ويتابع دادا : إن دبي توجه وتوظف برامجها الفنية  في سبيل إحداث تغييرات جوهرية في وعي الناس وثقافتهم بشأن مجموعة من المسائل المجتمعية والبيئية والفكرية الحساسة.. وهو ما نلمسه بجلاء في مكونات مهرجاناتها وفعالياتها الإبداعية المتنوعة».