ت + ت - الحجم الطبيعي

هي على النحو الذي انتهت عليه، لم تكن مباراة السوبر الإماراتي بين شباب الأهلي والشارقة مجرد مباراة، بل كانت ملحمة كروية مثيرة وممتعة واستثنائية، لم يكن يأتي على الخاطر أو حتى المرور عليه أن تنتهي تاريخية، بستة أهداف كاملة مقابل هدفين لمصلحة شباب الأهلي، بل من كان يصدق أو يتوقع مجرد فوز شباب الأهلي بعد أن تقدم الشارقة بهدفين مبكرين، إنها الريمونتادا الغريبة النادرة التي كتبت الشعور بالزهو والافتخار لشباب الأهلي.

وفي المقابل، أشعرت الشارقة بالانكسار لا سيما مدربه الكبير أولاريو كوزمين المتخصص والذي لا يباريه أحد في صيد ألقاب المباريات النهائية، فإذا به هذه المرة ومن فرط الصدمة وغرابة سيناريو المباراة، لا يجد سوى الاستسلام التام والجلوس إلى جوار لاعبيه على مقاعد الاحتياطيين!

سيناريو التحول بدأ في الدقيقة 35 عندما أنقذ مدافع الشارقة هدفاً أهلاوياً مستخدماً ذراعه، فلم يتردد الحكم في احتساب ركلة جزاء صحيحة لشباب الأهلي مع طرده، ومنذ تلك اللحظة ثارت ثائرة فرسان الأهلي، وبدأ سيل الأهداف واحداً تلو الآخر حتى اكتملت السداسية التاريخية التي أهدت لشباب الأهلي سادس ألقابه وهو رقم قياسي، أشعل جماهيره الغفيرة، التي ازدحمت بها المدرجات فرحاً، بينما أصابت جماهير الشارقة بصدمة عنيفة لم تكن في الحسبان لفريق يتراجع بقسوة وهو الذي أطبق على كل كؤوس العام الماضي الأربع وحرم منها القوي والضعيف والصغير والكبير!

آخر الكلام

بالطبع هو فوز مبهر لشباب الأهلي، ولا شك أنه سيكون له مردوده على موقفه في دوري أدنوك الذي تراجع فيه للمركز الثالث، لكنه للأسف يزيد من أوجاع الشارقة الذي يتراجع على كل الجبهات، ولعله في تلك المباراة تحديداً دفع ثمناً باهظاً لم يكن يستحقه، إنها الدقيقة 35، وإنها سيناريوهات كرة القدم المفاجئة التي لا يستطيع أن يتكهن بها أحد قبل البدايات، وتتسبب أحياناً في قلب الموازين، كل الموازين رأساً على عقب، ليست بهدف ولا بهدفين، بل بنصف دستة أهداف لا ترحم ولا تفرق بين فريق صغير أو كبير!