إذا كان الجميع يتحدث عن التسهيلات التي قدمتها اليوم الهيئة الوطنية للانتخابات وأيضاً السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، مما أنعكس إيجابا على المشاركة الكبيرة من الجاليات المصرية في الخارج في التصويت بالانتخابات الرئاسية التي بدأت اليوم الجمعه وتستمر لثلاثة أيام، فمن الحق أن نتحدث أيضاً عن المصريين أنفسهم، الذين يؤكدون كل يوم أنهم عن حائط صد قوى عن بلدهم في الخارج.

فقد برهن المصريون بالخارج من جديد اليوم، في كافة البلدان والعواصم، على حبهم لوطنهم، باصطفافهم بأعداد كبيرة أمام اللجان الفرعية قبل فتح اللجان المحدد في الساعة التاسعة صباحا من جديد عن حبهم لمصر، بل أكدوا أن حب مصر مطبوع في قلوبهم، لذلك لم يكن غريباً أن نرى مشهد ترديد هتافات "تحيا مصر" متكررة في كل دولة، وهو ما يؤكد أن الرابط الذى يجمع المصريين في الخارج هو رابط وطنى مقدس، لا يمكن لاحد أبداً أن ينال منه.

فقد كانت المشاهد التي نتلقاها على مدار اليوم معبرة بصدق عن العلاقة القوية التي تجمع المصريين بالخارج ببلدهم، فقد حرص العديد من أبناء الجاليات على اصطحاب أطفالهم من مختلف الاعمار، حتى من لا يحق لهم التصويت، لكنهم أصطحبوهم حرصا منهم على غرس روح الوطنية والانتماء فى نفوس صغارهم، لإيمان هؤلاء بأن الجيل الجديد هو الذي يبني مستقبل مصر مهما بعدت المسافات، لذلك برزت مشاهد صور الأطفال مع أسرهم حاملين إعلام مصر وحريصين على التقاط الصور الفوتوغرافية في المقار الانتخابية بمختلف السفارات والقنصليات لتسجيل هذه اللحظات التاريخية في مسيرة مصر الحاضر والمستقبل.

وربما يقال الكثير من الأسباب التي زادت العلاقة القوية بين المصريين بالخارج وبلدهم، وهو ما نرى أحد نتائجه من خلال هذا الاصطفاف، لكن يبقى شيء مهم ساهم بقوة في زيادة الرابطة الوطنية، هذا الشئ هو أن الدولة المصرية منذ 2014 وضعت المصريين في الخارج أولوية بالنسبة لها، وقدمت لهم الكثير من التسهيلات التي كانوا يطالبون بها، وجعلتهم قولاً وفعلاً شركاء في بناء المستقبل، بل أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، يعد الرئيس الأكثر حرصاً على ربط المصريين في الخارج بوطنهم، وهو ما شعر به طيورنا المهاجرة، لذلك نراهم كل يوم يحاولون رد الجميل لوطنهم وبلدهم.