الولادة من الخاصرة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الولادة من الخاصرة, اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2023 11:52 مساءً

الولادة من الخاصرة

نشر بوساطة علي عليان في الرياض يوم 23 - 12 - 2023

2050061
ربيع من الأبواب يفتح لفعل مسرحي جديد متجدد بمراحل زمنية متفاوتة في طرق الإنجاز المسرحي، والإيحاء بالولادة من الخاصرة هو اختصار لنشيد الفرح في العيون، فرحة الشباب بهذا التكوين الجمالي وفرحة الصبايا بالوقوف على خشبات المسارح، إذاً الولادة ولدت ولادتين: الإنجاز المهرجاني والوقوف النسائي على المسرح، وهاتان معادلتان لهما تفاصيلهما اليانعة وأولها الشغف، شغف الصبايا وشغف الشباب، وإذا كان التتويج بهذا الحدث في حصاد نهائي للعروض المسرحية بدفعتها الأولى كمرحلة تمهيدية يستفاد منها حين التقييم الداخلي لهذا المنجز عبر سؤال صريح وواضح من كل المتعاطين مع هذا الفعل بكافة مستوياتهم الفنية والإدارية، هل هذه الدورة المهرجانية التمهيدية الأولى حققت أهدافها المرسومة لها؟
استطاع القلب أن يرمي سهامه على النوافذ في التحية ويصفق للشتاء الدافئ في بحر الرياض، وبحر الرياض يعوم فيه أصحاب ابتسامات مليئة بالعبق ومليئة برقة ودفء القلوب التي تستقبل ضيوفها من نخبة المسرحيين من العالم العربي، والبحر هنا فكر ونقاش، توافق اختلاف في الرأي، تقييم عروض مسرحية خارج السباق الرسمي للندوة الفكرية يعقبها قفلات نقاشية بضرورة الاعتناء بهذه الولادة لجيل شبابي مسرحي سعودي جديد ومجدد وقادر على حمل الراية المسرحية لما تراه من فرحة كبرى لدى هذا الجيل للمتنفس القادم بقوة ليس فقط في هذا التتويج كحصيلة نهائية للمنجز وإنما بالقاعدة الأساسية ألا وهي الإنتاج المسرحي بحد ذاته وهو الفعل الحقيقي في ورد الحياة المسرحية السعودية.
سابقاً كان الحضور المسرحي متفاوتاً ومحدوداً، ومع هذه البداية القوية للإنتاج المسرحي سيكون لها ارتداداتها المستقبلية على الحضور الوازن للمسرح السعودي على الخريطة المهرجانية العربية، وهذا لا ينفي الوجود السابق للمسرح السعودي والذي حقق إنجازات كبيرة من قبل الفرق المسرحية السعودية وإنما نتحدث عن الكم والنوع والخيارات الكبرى وقيمة الاختيار وفق الرؤى التي يتبعها كل مهرجان ويتمايز عن الآخر.
في عمق المسافة تكمن روح التجربة، وفي عمق التجربة تولد من الثنايا قصائد، والقصائد لا تسطر إلا بواصف وموصوف، وهنا في هذا المقام المسرحي لا بد أن يكون هناك مفتاح لهذا البحر الفكري العميق، ونحن نرى النجاحات والفرحة في العيون ونرى رحابة الصدر والابتسامة التي تسبق الكلام، والكلام الموصوف بكلمة يا هلا يا هلا، يا هلا هي انتشار لبذار المحبة ونحن نقول: أيها المسرحي انتصر لمعانيك.
فشكراً لهذه الولادة من القلب ومن خاصرة الأيام الجميلة ومن خاصرة الزمن من أجل الانضمام الكبير إلى خارطة المهرجانات المسرحية العربية.
* كاتب أردني




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق