Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php71/sess_a15ecf432cfbb554ead9c2532cb5cb90, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/elqmh/public_html/libs/loader.php on line 1996

Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php71) in /home/elqmh/public_html/libs/loader.php on line 1996
بناء الهوية في زمن الحرب

بناء الهوية في زمن الحرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بناء الهوية في زمن الحرب, اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2023 08:20 مساءً

يبدو أن يد الاحتلال الإسرائيلي التي فشلت أن تزيل أهل غزة من الوجود، نجحت في أن تحيي القومية العربية في قلوب الشعوب العربية سواء في أطفالها أو كبارها.

 

وعادت كلمات طمست تحت أطنان من ركام العولمة مثل تحرير فلسطين والوحدة العربية والاتحاد ودفع الاحتلال إلى الوجود من جديد.

 

فما الفرق بين الأمس واليوم ولماذا تغيرت ملامح الهوية في المجتمعات الإسلامية والعربية بين الماضي والحاضر؟

 

إذا دققنا النظر في معنى الهوية نجد أن الهوية مصطلح يستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرديته وعلاقته مع الجماعات (كالهوية الدينية أو الوطنية أو العرقية...)، ويستخدم المصطلح خصوصا في علم الاجتماع وعلم النفس، وتلتفت إليه الأنظار بشكل كبير في علم النفس الاجتماعي. كلمة «هوية» منسوبة إلى الضمير «هُوَ».

 

والهوية هي مجمل السمات التي تميز شيئا عن غيره أو شخصا عن غيره أو مجموعة عن غيرها.  فالهوية الشخصية كبصمة اليد لا تتكرر فكل منها يحمل عدة عناصر في هويته. وعناصر الهوية هي شيء متحرك ديناميكي يمكن أن يبرز أحدها أو بعضها في مرحلة معينة وبعضها الآخر في مرحلة أخرى.

 

ولكل شخصية جانبان، الأول علاقة الشخص بنفسه، والثاني علاقة الشخص بمحيطه، والارتباط بين الجانبين يتجلى في أن علاقة الشخص بنفسه وفهمه لمتطلبات نفسه وجسده هي المنطلق لعلاقته بمحيطه، فبقدر ما يكون محكماً للسيطرة على نفسه يكون محترفاً للعلاقة مع المحيط.

 

ويساعد على بناء الهوية الشخصية عوامل عضوية وهي العائلة، الأصدقاء، المحيط، وهذه تحدد لنا المعتقدات والقيم، وعوامل تعليمية وهذه تنمي المبادئ التي حصلنا عليها في العامل العضوي، وعوامل ثقافية اجتماعية وتقوم هذه على استيعاب المجتمع والمحيط وحتى الأهل، إذا اكتشفنا أن بعض العادات التي تعرفنا إليها مغايرة لما تعلمناه عند الأهل، بحيث لا يسعى المرء إلى تغيير أفكار عائلته بل إلى إيجاد مقاربات وتوازنات بينما يريد وبين ما هو موجود، وعوامل جغرافية، مادية، ولغوية فالبيئة واللغة لهما دور كبير في صناعة الفروق بين الجماعات ويزيد انتماء الإنسان إلى الأرض التي يزرعها أو حبه بالماشية التي يراعها أكثر من ارتباطه بالمبنى المصنوع من الاسمنت والحجر.

 

وإذا دققنا النظر في كيفية تشكيل هوية أصغر نقطة في المجتمع أو أصغر وحدة فيه وأكثرها أهمية" الطفل" نجد أن هويته تتكون نتيجة لتفاعله مع من حوله في البيت أولاً، ثم في الحضانة والروضة والمجتمع الأوسع.

 

وهوية الطفل بل هوياته المختلفة تنمو وتتعمق خلال مسار تطوره، وتنصهر المفاهيم التي يكتسبها مع الوقت والمعتقدات المرتبطة بانتمائه الاجتماعي، القومي، الثقافي والإنساني لتحفر داخله رؤيته لذاته  ومكانه في العالم. يتم ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق معايشة الطفل للأهل، وللأطفال الآخرين وللـ"راشدين المهمّين" في حياته وتفاعلهم مع البيئة، فمن خلال أحاديثنا معه، فعالياتنا، نشاطاتنا، لغتنا، طرق العناية به وطرق التعامل مع من وما حولنا، فإننا نقدم له نماذج من هذه الوسائل، القيم، المناهج والمعتقدات.  أي منها ما نقدِّم بوعي، والغالب منها نقدِّمه بشكل غير واعٍ وفطري.

 

وبالنظر إلى ماسبق يتضح أن المواطن العربي عاش خلال السنوات الماضية في داخل بوتقة دخيلة على حياته وهي ارتباطه بغرباء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وهو أمر حميد إذا كانت الهوية التي نشأ عليها تشكلت على النحو الصحيح أو انغرست داخلة بطريقة قوية تمنع المؤثرات السلبية أن تجرفه بعيدا عن الانتماء لوطنه ولشعبه ولديانته.

 

فنلاحظ أن الشباب قبل حدوث طوفان الأقصى لم يكن يعلم الكثير عن قضية فلسطين ولا يتابعها بالقدر الكافي، وكان جل اهتمامه منصب على متابعة فرق كرة القدم العالمية والمحلية، والموضة وارتفاع الأسعار والمستجدات في سوق العمل.

 

لم تكن الاهتمام بقضية قومية، أو الاتحاد تحت عباءة واحدة على الرغم من وحدة اللغة العربية لم تكن ضمن اهتمامات المواطن العربي، لان التجريف الفكري والثقافي الذي حدث خاصة بعد ثورات الربيع العربي أدت إلى طمس الهوية الوطنية في داخل العقل العربي والإسلامي، ونجحت ألة الدعاية الغربية في قسم الشباب والأطفال إلى قسمين الأول كل اهتمامه الترفيه والثاني كل اهتمامه العلم في فجوة ضخمة فرقت بين القسمين، وهذا يتطلب منا وقفة لتوضيح بعض الأمور التي يجب على العائلة اتباعها لتشكيل هوية الطفل و يمكنك مساعدة طفلك  على بناء هوية اجتماعية سليمة عن طريق تنمية اهتمامه تجاه ممارسة الأنشطة التي تثير حماسه حتى إذا نبغ طفلك في أنشطة غير رائجة أو أنشطة فردية فشجعها، فإذا عرف طفلك أنه يجيد شيئاً ما فسوف يزداد حماسه له كما سوف تزداد ثقته بنفسه على وجه العموم. كما يمكن أن يكون المجال الذي برع فيه بمثابة الجسر الذي يؤدي للمزيد من التفاعل الاجتماعي.

 

أو حاول أن تجد نشاطاً أو مكاناً بديلاً فقد أوضحت الأبحاث أن الأطفال المنبوذين المهملين قد ينجحون اجتماعياً عندما يتمكنون من تكوين علاقات في بيئة جديدة تماماً مع أطفال جدد. ومن الخيارات المتاحة ممارسة رياضة معينة أو المشاركة في المخيمات أو الأنشطة أو الدروس الإضافية.

 

أيضا يمكن أن تقوم بمراجعة الأساسيات فقد يعاني طفلك من عجز في المهارات الاجتماعية ولذلك قم بمراجعة المهارات الأساسية التي سوف يحتاجها لتكوين العلاقات ، ثم ساعده عند الحاجة.

 

ودائما كن حريصا على أن تكافئ طفلك على إقدامه وليس إحجامه ولا تسمح لطفلك بالتغيب عن المدرسة بسبب أنه لا يريد أن يواجه بعض الأطفال. قم بإعطائه شيئاً خاصاً كمكافأة إذا كان في مرحلة التأقلم مع بيئة اجتماعية صعبة.

 

علّم طفلك كيف يفرق بين الأطفال الجيدين والسيئين وسوف يكون صورة أكثر واقعية عن أقرانه.

 

ومن المهم  ألا تصر على أن يصبح طفلك أكثر الأطفال شعبية في المدرسة ولكن كن على علم بمكانه في المحيط الاجتماعي. وإذا كان طفلك يعاني فعليك أن تتواصل معه ، ولكن إذا كان يحظى على الأقل ببعض الأصدقاء الجيدين فساعده على تنمية تلك العلاقات.

 

بالإضافة الى ذلك ذكّر طفلك بأن يقدم شيئاً إيجابياً للأطفال الآخرين ، حتى إذا كان شيئاً بسيطاً كمجرد ابتسامة. فإذا تصرف طفلك بود فسرعان ما سيعرف عنه الأطفال الآخرون أنه طفل لطيف ، حتى إن كان هادئاً بعض الشيء ، وقد يكون ذلك التقييم اللبنة الأولى لبناء الصداقة ورفع مستوى الثقة الاجتماعية لطفلك.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق